النيل الازرق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هي الخيارات المتاحة أمام المواطن العربي؟

اذهب الى الأسفل

هي الخيارات المتاحة أمام المواطن العربي؟ Empty هي الخيارات المتاحة أمام المواطن العربي؟

مُساهمة من طرف Dr.Shark الأربعاء يوليو 30, 2008 4:20 pm

ما هي الخيارات المتاحة أمام المواطن العربي؟


في اليوم العالمي لللاجئ، يتسائل المواطن العربي: ما هي فرص الحياة، وسبل العيش التي وفرتها له أنظمته العربية خلال عقود من تربعها على السياسة، والعرش؟! البحر من أمامكم، وأنظمة الحكم التوتاليتارية من خلفكم، وميليشيات الحاكم الفاشي العسكرية، ومحاكمه الخنفشارية، ومعتقلاته، وسجونه عن يمينكم للجلال، والتيمن، ونصال الغرب الأوروأميركي (أي الغرب الأوروبي، والغرب الأميركي) الحاقد عن يساركم، ومن جهة القلب؛ لأنه يحبكم كما أحب يهوذا المسيح، وأسلمه حسدًا، وطمعًا، فأين المفر؟!
يُعد يوم 21 حزيران من كل عام أطول أيام السنة، وهو يأتي هذا العام طويلاً جدًا على الفقراء، والمساكين الساكنين في العشوائيات، والقاطنين في أحزمة البؤس، والتائهين في كهوف، ومغاور الحاكم العربي المتسلط الظالم! يأتي اليوم العالمي لللاجئ ليصافح القابعين في سجون الأنظمة العربية الفاشية، ويعانق الساكنين مع الجرذان، والصراصير، والحشرات ذوات الأربع، والأوبئة الجرثومية! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد انقسم العالم إلى قسمين لا ثالث لهما: أشرار، وأخيار، أثرياء، وفقراء لا يجدون قوة يومهم، ولا ما يسدون به رمقهم! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد ازداد الأثرياء ثراءًا على ثرائهم، وازداد الفقراء فقرًا إلى فقرهم! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، ولا يعرف أحد على وجه الدقة كم مليون عربي لاجئ، يُفتش عن مأوى لا سيما بعد الحرب الإرهابية الإرعابية على شعب العراق، وأهله، وبعد أن امتلأت بحار الأرض من أشلاء الفارين من حكوماتهم، وأنظمتهم الجاهلة بعد أن امتلئت السجون من قرابين أجسادهم، وتحشرجت مخيمات اللاجئين من غدهم الأسود الدامي! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد انتشرت أخبار الحروب، وأسرار الفتن، ومخالب القلاقل في إيران، والبحرين، والخليج العربي الفارسي، ومصر، وبلاد الشام، ولبنان، والمغرب العربي بعد أن غرقت أفغانستان، والباكستان، وبلاد ما بين النهرين، والصومال، وتشاد، وجيبوتي، ودارفور بحروب قد أكلت الأخضر، واليابس من العطايا الأميركية المحملة على أجنحة الـ: اف ستة عشر، والـ: بي 52، والبوارج الحربية العملاقة بحجم شعاراتهم الانتخابية للرئاسة بيتهم الأسود! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد صرفت أميركا أم الديمقراطية النزيهة، وراعية الإرعاب، والإرهاب العالميين، مليارات الدولات لا من أجل تحسين أوضاع الجنس البشري، ولكن من أجل القتل، والتدمير، والتنكيل، بكل ما هو آخر، ومغاير لسياستها في العالمين العربي، والإسلامي فيما يُعرف بـ: الأفروأسيوي! لو أن أميركا صرفت كل هذه الأموال، وكل هذه المليارات في إسعاد الجنس البشري، ورفاهيته، لكانت قد ملكت العالم من دون منازع أو منافس؛ وإنما هي سياسة فساد التركيبة الدماغية لرجل القرن الحادي والعشرين الذي لا يختلف عن نظيره من العصور الحجرية الذين صارعوا الديناصورات الطائرة، وركبوا على أجنحة العنقاء، وروضوا الجود، والغول، والسعلاء، وسفكوا دماء الأبرياء من قايين إلى الطفل الشيعي الذي ارتمى في أحضان أمه صريعًا برصاصات القناصة الأميركي الجبان. يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وفيه لا يموت الجندي البريطاني على سريره كالبعير في عاصمة الاستعمار لندن؛ وإنما يُقتل في أفغانستان بعبوات طلبان الناسفة، ثم يُلف بعلم بلاده الوسخ، والذريعة دائمًا، الحفاظ على مكتسبات الاستعمار البريطاني الأصيل الذي دوخ العالم في الألفية المنصرمة من دون رجعة، ولا أسف عليه، كما يدوخه اليوم الاستعمار الأميركي الجديد، واللعين! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد تحول كل شئ إلى أسود، وأسود مع اختفاء ألوان الطيف الإشعاعي نتيجة سياسات الغرب الأوروأميركي الذكية في الحفاظ على العباد، والبلاد، وسياسات حق البيئة بإرهاصات تكنولوجيتهم المميتة! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد سيطرت فئة قليلة على أنظمة الحكم في البلدان العربية، والإسلامية، وأمتصت ثروات، وخيرات البلاد، والعباد، وسهرت هذه الأنظمة على نشر الرذيلة، وقتل الفضيلة! يأتي اليوم العالمي لللاجئ، وقد إزدانت شعوب المنطقة العربية، والإسلامية بالفقر، والجهل، ولله الحمد والثناء، وامتلأت عقولهم بالعي، والإسفاف، والعياذ بالله الحاكم الواحد القهار!
ماذا تركت أنظمة الحكم العربية للمواطن في بلدانها بعد كل هذه الترّهات؟ وكيف يعيش المواطن العربي في بلدان كـ: المغرب، والجزائر، وتونس، وسوريا، والأردن، ومصر؟ ولماذا يُفضل المواطن العربي الموت في قاع البحر، وابتلاع أسماك القرش لجسدة الممزق من أن يعيش في بلد العكر الذي يحكمه عسكر نتن ليس فيه أي من صفات الرجولة أو الشهامة! وماذا ترك الاستعمار الأوروأميركي الحديث للعرب، وللمسلمين من خيار أمامهم، وهو يشن عليهم في كل يوم من أيام السنة الكبيسة حرب ضروس بحجة الدفاع عن النفس، وبذريعة الضربات الوقائية، وبمسميات الحرب على الإرهاب؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه، وهو يُقتل كل يوم في ساحات أفران الخبز المصرية، وعلى جبال وقمم الجزائر البنغالية، ووسط ربوع سيدي إيفني الملكية؟ ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه بعد أن شُرد هو، وعياله في اليوم والليلة ألف مرة، ومرة، ولا مخلص له، ولا يلوح في الأفق منقذ آتٍ؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه في اليوم العالمي لللاجئ، وقد أُوصدت أبواب السعة في وجهه، وسدت جميع المنافذ البحرية، والبرية، والجوية بحجة مكافحة الإرهاب، ولا إرهاب أو إرعاب إلا منهم، وسيعود إليهم قريبًا؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه في اليوم العالمي لللاجئ، وهو يري بأم عينه جحافل من جيوش الغرب الأوروأميركي الحاقد، وهي تشن حروبًا طاحنة، ومدمرة على أنظمة مناوئة لها في الفكر أو العقيدة أو الأيديولوجية، ثم تقوم بعد اسقاطها بالقهر، وقوة السلاح، وغلبة الرجال، وصليل التكنولوجيا الحديثة، بتنصيب حكومات ظل لها كما حدث في العراق، وأفغانستان، والصومال، وغيرها من بلدان العالم العاشر؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه في اليوم العالمي لللاجئ، بعد أن لَزَمَت أنظمة الحكم الفاسدة احتكار النشاط، والعمل السياسي ليد غوغاء الطغمة الحاكمة، وتركتها بين كفوف ضربات ميليشيات مباحث أمن الدولة الجائرة، وأنياب القضاء العسكري التابع للحاكم المتسلط؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيار أمامه بعد أن اقتصر نظام الحكم على الوراثة، والتوريث بالتراضي أو بالقهر كما حدث في سوريا الأسد، وأردن العبد الله، ولبنان العسكر، ومصر النصل المباركي، وغيرها من بلدان العالم العاشر؟! وهل يسطيع المواطن الأمي أن يعرف لماذا أقيل الشاذلي بن جديد في تسعينات القرن الماضي بعد أن نجح الفيس (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) في انتخابات الجزائر المحلية؟ وكيف سيطر العسكر على الحكم في هذا البلد الغني بموارده الطبيعية، والفقير بأهله، وناسه من دون مسائلة تُذكر من المجتمع الدولي الذي يتدخل أحيانًا في كل صغيرة، وكبيرة إن هو أراد ذلك؟! ومن أطلق النار في تسعينات العام الماضي على أطفال عزل في باب الواد، وحدثت المجزرة؟! ومن قتل بوضياف العائد من المغرب، وما هي أجندة تصفية الحسابات؟! وكيف جاء زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم في تونس، ومتى يرحل عن التونسيين؟! وإلى متى يظل نظام القذافي، ونظام مبارك يصولان، ويجولان في المنطقة من دون رادع، مانعين شعوبهم من حقهم في التداول على السلطة؟! أين هو أيمن نور الذي حاول ولو لمرة واحدة أن يرفع رأسه، وينظر إلى ما ملكت أيدي الحكام العرب من غنيمة الشعب، ومن نعم بدون وجه حق، وفي غفلة من شعوبهم أو بالقهر، والبطش، وقوة السلاح؟! ماذا تبقى للمواطن العربي، وللمسلم من خيارات أمامه في عالم لا يعرف إلا مبدأ القوة، ودين غلبة السلاح، وعقيدة قهر الرجال؟!
لم يبقَ أمام المواطن العربي، والمسلم غير الثورة على الحيف، ورفض الذل، والاستكانة، والانتفاضة في وجه الجور، والجائرين، وحمل السلاح ضد الظلم، والظالمين مهما كانت النتائج، والتبعات. فإذا كان الموت آتٍ آتٍ، لا محال، ولا مناص منه، موت بيد أصدياء (من الصدأ، وليس من الصداقة) بني قومه أو موت بيد أعداءه. فللومت باب واحد، وللحرية سبعة أبواب. لا مفر في هذه التجربة القاسية؛ لأن الفرار هَهنا يكون من قضاء الخيبة إلى قدر الأشرار. لا، واللات والعزة؛ إنها الثورة ضد الظلم؛ لأن بالثورة وحدها يحيا الإنسان.

Dr.Shark
مشرف
مشرف

انثى عدد الرسائل : 279
العمر : 34
دعاء : هي الخيارات المتاحة أمام المواطن العربي؟ 15781610
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى